قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) البقرة /   وقال تعالى : ( آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) الحديد / 7 .254 .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,, الحمد لله الذي تفضّل على كثير من عباده بأن وفّقهم للإنفاق مما رزقهم في سبيله وابتغاء مرضاته وأنّه سبحانه جعل ما ينفقون نوراً لهم ومُنجياً من الكربات, ثم زادهم فضلاً بأن جعل من الصدقات أنواعاً يستمر ثوابها بعد الموت ويتضاعف للعبد إلى يوم القيامة دون انقطاع

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “ من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب – ولا يقبل الله إلا الطيب – وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلوَّه حتى تكون مثل الجبل ” .
رواه البخاري ( 1344 ) ومسلم ( 1014 ) .
فَلوَّه : مُهره الصغير .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : “ ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما : اللهم أعط منفقا خلفاً ، ويقول الآخر : اللهم أعط ممسكاً تلفاً ” .
قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ : إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ ) رواه مسلم (1631) .
قال النووي رحمه الله في شرح مسلم :
“قَالَ الْعُلَمَاء : مَعْنَى الْحَدِيث أَنَّ عَمَل الْمَيِّت يَنْقَطِع بِمَوْتِهِ , وَيَنْقَطِع تَجَدُّد الْثوَاب لَهُ, إِلا فِي هَذِهِ الأَشْيَاء الثَّلاثَة ; لِكَوْنِهِ كَانَ سَبَبهَا; … وَكَذَلِكَ الصَّدَقَة الْجَارِيَة , وَهِيَ الْوَقْف ” انتهى. )

الصدقة الجارية هي التي يستمر ثوابها بعد وفاة الإنسان ، ولذلك خصها كثير من العلماء بـ (الوقف)
فكيف إذا كان الوقف مخصصا لتعليم الناس العلم الشرعي
فهذا من أجل القربات وأعظم الطاعات وأكثرها أجرها
*قال عبداللّٰه بن المبارك*رحمه اللّٰه :
*(لا أعلم بعد النبوة درجة أفضل من بث العلم) .*تهذيب الكمال ١٦ / ٢٠*
وقال ابن الجوزي رحمه اللّٰه :*
*(من أحب أن ﻻ ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم) .*التذكرة : ٥٥*
* وقال ابن الجوزي: ” من أحب ألا يَنْقَطِع عمله بعد مَوته فلينشر الْعلم بالتدوين والتعليم” التذكرة في الوعظ صــ55.

الأخ الكريم والاخت المكرّمة, اليوم لديكم فرصة عظيمة وباب واسع لتحصيل هذه الأنواع الثلاثة من استمرار الثواب وبقاء الأثر, هذا ما سعى وقف وافر لتوفيره لكم عبر وقفٍ يعود ريعه لأكبر مشروع مجاني لتعليم العلوم الشرعية للمسلمين حول العالم, فهو صدقة جارية ستستمرّ إلى ما شاء الله سيكون ريعه لتعليم العلم الشرعيّ لملايين المسلمين حول العلم بشكل مجاني, وسيكون لكم بإذن الله تعالى نصيبٌ من دعوات هؤلاء المسلمين والمسلمات الذين ستساهمون في دعمهم لتحصيل العلوم الشرعية الواجبة والتي لا يسعهم جهلها.

عندما تساهم في وقف يهدف لتشغيل أكثر من 5 منصات تعليمية باللغات الحية منها اللغة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية وغيرها  فأنت تساهم في بناء الإنسان وتعليم الإنسان وكل علم نافع يتعلمه المسلم أو المسلمة من أمور دينهم ثم يعلمون أطفالهم وأبنائهم وينقلون هذا العلم إلى غيرهم وهكذا إلى الأجيال التي بعدهم فأنت وهم في الأجر سواء

الأعمال التعليمية الاحترافية من أهم أسباب نهضة الأمم وتقدمها ورفع الجهل عن الناس من أعظم أسباب السعادة والنجاح في الدارين.

إن العالم سيكون أجمل عندما يتعلم الناس الخير ولذلك (حتى النملةَ في جُحْرِها ، وحتى الحوتَ ، ليُصَلُّونَ على معلِّمِ الناسِ الخيرَ)  من حديث أخرجه الترمذي (2685)، والطبراني (8/278) (7911، 7912)، وابن شاهين في ((الترغيب في فضائل الأعمال)) (216) باختلاف يسير.

لا تترد في المساهمة في مشروع عالمي مهيأ لاستقبال الملايين وتمت تجربته ونجح بفضل الله 

تتميز هذه المنصات بأمور عديدة منها :

– توفر مناهج موثوقة عصرية كتبت بلغة العصر

– منصات تفاعلية احترافية

– تقدم العلم الشرعي الذي يحتاجه أي مسلم على وجه الأرض بدون مجاني

– محتوى متميز وسطي بفهم خير القرون بعيد عن الخلافيات ويركز على تعميق الإيمان وتعلم ما يحتاجه المسلم في حياته العملية من عبادات وتعاملات

– خبرة ونجاح القائمين على المشروع

إن هذا الوقف سيخصص بشكل أساسي لمنصات تعليم العلم الشرعي ونشر العلم الصحيح وبثه بالوسائل الحديثة وتقديم الاستشارات والإجابات فيما يحتاجونه وهذا من أعظم أبواب الأجر والبر في هذا العصر.

عن أبي معشر ، قال : كان محمد بن كعب القرظي يقرأ علينا : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون ) قال محمد : إلى أي شيء يريد؟ إلى أي شيء يرغب؟ أجمع المال ، أو غرس الغراس ، أو بني بنيان ، أو شق أنهار؟ : ( لعلي أعمل صالحا فيما تركت ) يقول الجبار : كلا

في ذلك اليوم العصيب وبعد أن يدرك الجميع حقيقة الدنيا وأنها مجرد امتحان واختبار للآخرة وأنها مرحلة البذر والزراعة وأن الآخرة مرحلة الحصاد فإما إلى جنة وإما إلى النار لن يدرك الإنسان حقيقة ذلك إلا بعد أن يعاينه بنفسه ووقتها سيتفاجأ البعض بحسنات لم يكن يتصورها  بعضها كانت بسبب صدقة جارية أو علم ينتفع به تركه وكان سبباً في تلك الحسنات والبعض الآخر كان يستطيع أن يفعل الكثير لكنه لم يهتم أو سوف وأجل حتى وافته المنية ولم يفعل شيئاً يكون له رصيد في ذلك اليوم

نسأل الله أن يوفقنا للعمل الصالح وأن يرزقنا حسن الخاتمة وأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم